مالذي قتل هاتين الطفلتين؟

زينب كانت تختبر مادة الحديث التي كانت آخر المواد تختبرها...كانت متشوقة للاجازة بعد اسبوع مليء بالجهد والمشقة..وكانت فرحة بالمريول البني وبالمرحلة المتوسطة..في الصف السادس هي..حيث تعلقت عباءتها في طرف الباب في الميكروباص الذي كانت تستقله يوميا للذهاب الى المدرسة..تحرك السائق دون ان يلاحظ ذلك..لتسقط على الارض ويدهسها وتموت..

بتول ذات الست سنوات..اصطحبتها والدتها الى آل قمبر لتشتري لها ملابس تفرح بها قلبها الصغير ..بتول كانت تحلم بالمدرسة ومن اين تشتري ادوات الحقيبة..كانت تحلم بحقيبة وردية اللون..مثل سنين عمرها الوردية التي سرعان ما قطفت..كانت تحلم بالشرائط التي تزين شعرها وبالألوان التي ستختارها..وبصديقتها التي تجلس بجاانبها في مقعد الدراسة...وبالاحداث التي ستقصها على والدتها عند عودتها كل يوم...لكن القدر كان لها بالمرصاد ولم يمهلها ان تكمل احلامها الطفولية حيث اختطفها الموت عندما قطعت الطريق مع والدتها (ال قمبر ) وبمرور سيارة مجنونة انهت حياة طفلة بريئة (داس السائق على عباءتها وسرعان ماوقعت تحت عجلات السيارة) ممسكة بيدها قلمها الرصاص
والقصص كثيرة من هذا النوع..الذي لفت انتباهي في هذه الحوادث شيئا مشترك..المتسبب في الموت الا وهو العباءة (لا اتكلم عن سن التاسعه ) بل سن الثالثة والرابعه والخامسة وحتى السادسة ...أرى اطفالا كثيرة يلبسون العباءة التي قد تكون سببا في هلاكهم (يفرحون بها وربما يقلدون الكبار بلبسها) لكن بعض الاهالي يجبرون اطفالهم وبقوة على لبسها (في يوم ما وأنا اسير في الطريق رأيت طفلة (4 سنوات) الأم حاملة طفل لها لآخر والطفلة احيانا تمشي وأحيانا تتعثر وأحيانا تسقط العباءة من على راسها وأحيانا احد المارة يدوس عليها
في القصتين الاوليتين من هو المتسبب في قتل الطفلتين؟(غير القضاء والقدر)
العباءة أم السائق أم الفتاة أم العادات والتقاليد
الله يبعد عنكم كل شر ويوفقكم الى طريق الخير
__________________